قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إنَّ اللهَ يقولُ: يا ابنَ آدم! لا تعجِز عن أربعِ ركعاتٍ مِن أولِ النَّهار،
أكفِك آخِرَه )؛
رواه أحمد.
والعلمُ المورُوثُ عن الله ورسولِه المُقترِنُ بالعمل يشرَحُ الصدور،
وأهلُه أشرَحُ الناس صدُورًا، وأوسَعُهم قلوبًا، وأطيَبُهم عيشًا،
وأحسَنُهم أخلاقًا، وكلَّما اتَّسَعَ علمُ العبد ازدادَ انشِراحًا في صَدرِه،
قال تعالى:
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }
[الأنعام: 122].
قال ابنُ القيِّم - رحمه الله - عن شيخِ الإسلام:
ما رأيتُ أحدًا أطيَبَ عيشًا مِنه قطُّ، مع كلِّ ما كان فيه مِن ضِيقِ العيش
وخِلافِ الرَّفاهِية والنَّعيم بل ضِدُّها، وهو مع ذلك مِن أطيَبِ الناسِ عيشًا،
وأشرَحِهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسَرِّهم نفسًا، تَلُوحُ نَضرةُ النَّعيم على وجهِه .
والإحسانُ إلى الخلق خيرٌ، ولا يأتِي إلا بخيرٍ، فلا ترَى الكريمَ المُحسِنَ
إلا أشرَحَ الناسِ صدرًا، وأطيَبَهم نفسًا، وأنعَمَهم قلبًا.
وقد ضرَبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مثَلًا في انشِراحِ صدرِ المُؤمن
المُتصدِّق وانفِساحِ قلبِه، ومثَلًا لضِيقِ صدرِ البَخيلِ وانحِصارِ قلبِه،
فقال:
( مثَلُ البَخِيل والمُتصدِّقِ كمَثَل رجُلَين عليهما جُنَّتان مِن حديدٍ،
قد اضطُرَّت أيدِيهما إلى ثُدَيِّهما وتراقِيهما، فجعلَ المُتصدِّقُ كلَّما
تصدَّقَ بصدقةٍ انبسَطَت عنه، حتى تُغشِّيَ أنامِلَه وتعفُو أثَرَه،
وجعلَ البخِيلَ كلَّما همَّ بصدقةٍ قلَصَت، وأخَذَت كلُّ حلقةٍ مكانَها )؛
رواه مسلم.