فقامَ نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن آخر الليل،
فخرَجَ فنظَرَ في السماء، ثم تلا هذه الآيةَ في آل عمران:
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[آل عمران: 190، 191]،
ثم رجَعَ - صلى الله عليه وسلم - إلى البيتِ، فتسوَّك وتوضَّأ، ثم قامَ فصلَّى
ثم اضطجَع، ثم قامَ فخرَجَ فنظَرَ إلى السماء فتلا هذه الآيةَ، ثم رجَعَ
فتسوَّكَ فتوضَّأ، ثم قام فصلَّى.
فجمَعَ - صلى الله عليه وسلم - بين التفكُّر في مخلُوقات الله تعالى والقِيام
إلى الصلاة، فجمَعَ بين التأمُّل والعمل.
قال الإمامُ النوويُّ - رحمه الله تعالى -:
فِيه: أنَّه يُستحبُّ قِراءتُها عند الاستِيقاظِ في اللَّيل، مع النَّظَر إلى السماء؛
لِما في ذلك مِن عظيمِ التدبُّر، وإذا تكرَّر نومُه واستِيقاظُه وخُروجُه
استُحِبَّ تكريرُه قِراءةَ هذه الآيات، كما ذُكِرَ في الحديثِ،
والله - سبحانه وتعالى – أعلَم .
ثم اعلَمُوا - معاشِر المُؤمنين - أنَّ الله أمرَكم بأمرٍ كريمٍ،
ابتدَأ فيه بنفسِه، فقال - عزَّ مِن قائِلٍ -:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ،
كما بارَكتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.