قال الله تعالى:
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }
[الأنعام: 162، 163].
هذه الآيةُ الكريمةُ رسَمَت الهدفَ والوظيفةَ والغايةَ مِن الحياة، وهي:
أنَّ مقصِد المُسلم وحياتَه ومماتَه لله ربِّ العالمين، لله مالِكِ يوم الدين
الذي خلَقَنا ورزَقَنا ووهَبَنا الحياة.
تلاوةُ هذه الآية، والتذكيرُ بها، والتأمُّلُ فيها يُحيِي المفاهِيمَ العظيمة،
ويُجدِّدُ المعانيَ النفيسَة التي يجِبُ ألا تغيبَ عن الأذهان، ولا تسقُطَ في
دائرة الغفلَة والنِّسيان، وهي: أن تكون صلاةُ العبد ونُسُكُه وحياتُه
ومماتُه لله، وأن يخضَعَ في كل شُؤونِه لمَن خلقَه ورزَقَه، وصرَّفَ أمرَه ودبَّرَه،
وأن يتوجَّهَ العبدُ في جميعِ أمورِه إلى إرادةِ وجهِ الله، ولا يُريدُ شيئًا سِواه.
والذي يُريدُ مرضاةَ الله لا يتكلَّمُ إلا لربِّه، ولا يعملُ إلا لربِّه،
ليلَه ونهارَه، صُبحَه ومساءَه، كلُّه لله وحدَه لا شريكَ له.
تُذكِّرُ الآيةُ بتحقيقِ أشرفِ مقامٍ - وهي العبوديَّة - في كل ما يأتِي المُسلمُ ويذَر،
إيمانًا بالله، إخلاصًا له، حُبًّا لله، شوقًا له، خوفًا مِنه، رجاءً لفضلِه،
أكلُ الحلال، تركُ الحرام، بِرُّ الوالدَين، صِلةُ الأرحام، إحسانٌ إلى الجِيران،
حُسنُ خُلقٍ، غضُّ بصرٍ، حِجابٌ، ودعوةٌ إلى الله، وأمرٌ بالمعروف،
ونهيٌ عن المُنكَر.
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي }