( أطيَبُ رِيحًا من المِسك ).
وعن أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( والذي نفسي بيدِه؛ لآنيَتُه أكثر مِن عدد نجوم السماء وكواكبِها في
الليلة المُظلِمة المُصحِيَة، آنِيةُ الجنة مَن شرِبَ منها لم يظمَأ آخرَ
ما عليه، يشخُبُ فيه ميزابان مِن الجنة - أي: يصُبُّ فيه – )؛
رواه أحمد ومسلم والنسائي.
وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
قال:
( حَوضي مثلُ ما بين عدَن وعمَّان، وهو أوسعُ وأوسعُ، فيه مُثعِبَان
مِن ذهبٍ وفضَّة، شرابُه أبيضُ مِن اللبن، وأحلى مذاقةً مِن العسل،
وأطيبُ رِيحًا من المِسك، مَن شَرِب مِنه لم يظمَأ بعدها، ولم يسوَدَّ
وجهُه أبدًا )؛
رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان.
وعن زيد بن خالدٍ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( هل تدرُون ما الكوثر؟ هو نهرٌ أعطانِيه ربِّي في الجنة، عليه خيرٌ كثيرٌ،
ترِدُ عليه أمَّتي يوم القيامة، آنيَتُه عددُ الكواكِب، يُختَلَجُ العبدُ منهم
فأقولُ: يا ربِّ! إنه مِن أمَّتي! فيُقال: إنك لا تدري ما أحدَثَ بعدك )؛
رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
فالحَوضُ أرضٌ واسعةٌ في أرض الموقِف، يملؤُها الله ماءً مِن نهر الكوثر،
يصُبُّ في هذا الحَوض ميزابان مِن ذهبٍ وفضَّةٍ مِن نهر الكوثر،
فلا ينقصُ هذا الحَوض، ويشربُ منه كلُّ مؤمنٍ ومؤمنة على شدَّة ظمأٍ عظيم،
فلا يظمَأُ أحدٌ بعد شُربه أبدًا.
والذين يَرِدُون على النبي - صلى الله عليه وسلم - الحَوضَ هم المُتَّبِعون
لسُنَّته - عليه الصلاة والسلام -، المُجانِبون للكبائر مِن الذنوب؛ قال الله تعالى:
{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا }
[النساء: 31].