وفي عرفات ذلك الموقِف الذي خُصِّصَ لأخصِّ دلائِل التوحيد، وهو الدُّعاء،
وأخصُّ دُعاءٍ في ذلك اليوم هو كلمةُ التوحيد:
لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ، وله الحمدُ،
وهو على كل شيء قدير.
وفي مُزدلِفة يدعُو الحاجُّ ربَّه ويُكبِّرُه ويُهلِّلُه ويُوحِّدُه، وفي العودة
إلى مِنى بعد مُزدلِفة لا يزالُ يُلبِّي حتى يرمِيَ جَمرةَ العقبة.
وفي رمي الجَمَرات أيام التشريق تكبيرٌ وموقِفٌ للدُّعاء طويل. وهكذا
في كل مشعَرٍ مِن مشاعِر الحجِّ ذِكرٌ ودُعاءٌ وتوحيدٌ؛ لأنَّ غايةَ الحجِّ
ترسيخُ التوحيد في القلوب.
فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
ومِن مظاهِر التوحيد - عباد الله - ما جاء في قولِ البارِي - سبحانه -:
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ
الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ }
الحج: 34].