حقوق المسلمين
بعضهم نحو بعض كثيرة ، بعضها عام لكل الأحايين ،
وبعضها محدود في حالات خاصة . والمؤمن إذا جبل نفسه على عمل الخي
ر في كل وقت ، وجعل ذلك شغله الشاغل عملا بقوله تعالى: ” فاستَبقوا الخيرات ”
(34) ، فإنه يحاول جهده لخدمة غيره دون توقع ثواب أو مكافأة
. ومن اعتاد ذلك قيّض الله له من يساعده في وقت الضيق. وقد ورد
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” ما أكرَم شاب شيخا لسنّه ،
إلاّ قيَّض اللّهُ له من يُكرمُهُ عندَ سنّه ” (35) ، كما قال:
” برّوا آباءكُم تَبرُّكم أبناءكُم ، وعِفّوا تَعفّ نساؤكُم ” (36).
فإن من يؤدي حقوق غيره من المسلمين يقيض الله له من يؤدي حقه
عند حاجته لذلك . وهذا المستوى من الفهم قد أدركه بعض عقلاء الغربيين
اليوم في مساعدة بعضهم البعض والتعاون فيما بينهم ، حتى أنهم ودون الرجوع إلى
أمر أو نهي من دين أو شرع أدركوا أن فعل الخير للناس يدخل الطمأنينة إ
لى نفس فاعل ذلك الخير ويذهب عنه القلق ، هذا في الوقت الذي تماهل
كثير من المسلمين في التخلق بهذه الأخلاق ، فشاع التدابر وقطع الأرحام والأنانية
، فلاعجب أن أوكلهم الله تعالى إلى أنفسهم ورفع عنهم رعايته باللطف
والرحمة جزاء سوء أعمالهم ولن يغير الله ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم(37).ـ