عن أبى الدرداء رضى الله تعالى عنه :
أن النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال :
( ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان ،
إنهما ليسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس ! هلموا إلى ربكم ،
فإن ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى و ما غربت شمس قط إلا و بعث بجنبتيها ملكان
يناديان اللهم عجل لمنفق خلفا و عجل لممسك تلفا
ما من يوم طلعت شمسه إلا و كان بجنبتيها ملكان يناديان نداء
يسمعه ما خلق الله كلهم غير الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم
إن ما قل و كفى خير مما كثر وألهى ولا آبت الشمس إلا و كان بجنبتيها ملكان
يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا و أعط ممسكا تلفا
و أنزل الله في ذلك قرآنا في قول الملكين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم
في سورة يونس
{ والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }
وأنزل الله في قولهما اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا
{ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى }
إلى قوله سبحانه و تعالى . . للعسرى . . )
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم : 3167
خلاصة حكم المحدث : صحيح
ثمانية أعجبتني حتى أبكتني
الأولى :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبة فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .
الثانية:
أني نظرت إلى قول الله تعالى: " [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى] {النَّازعات:40} " فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله .
الثالثة:
أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع فنظرت إلى قول الله تعالى: [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ] {النحل:96} .
فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.
الرابعة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى: " [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ] {الحجرات:13} "
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة :
أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: " [نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا] {الزُّخرف:32} " فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني .
السادسة:
أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلى قول الله عز وجل: [إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا] {فاطر:6}
فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .
السابعة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له ونظرت إلى قول الله عز وجل: " [وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا] {هود:6} " فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.
الثامنة:
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى: " [وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ] {الطَّلاق:3} " فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله.
اللهم أعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم اغفر لي و جميع المسلمين و المسلمات المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات.