وَمَنْ قَصُرَ أَمَلُهُ قَلَّ هَمُّهُ، وَتَنَوَّرَ قَلْبُهُ، وَتَلَذَّذَ بِالطَّاعَة، وَاسْتَرَاحَ بِالْقَنَاعَةِ، يَقُولُ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: “إِنَّ الشَّقَاءَ: طُولُ الْأَمَلِ. وَإِنَّ السَّعَادَةَ: قِصَرُ الْأَمَلِ”.
وَبِطُولِ الأَمَلِ تَقْسُو الْقُلُوبُ؛ كَمَا قَالَ عَلَّامُ الغُيوب: (فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوْبُهُمْ) [الحديد: 16]. وجَاءَ في الأَثَرِ: “أَرْبَعَةٌ مِنَ الشَّقَاءِ: 1-جُمُودُ الْعَيْنِ 2-وَقَسْوَةُ الْقَلْبِ 3-وَطُولُ الْأَمَلِ 4-وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا”.
والانْغِمَاسُ في الآمَال مِنْ أَخْلَاقِ الفُجَّارِ، قال عز وجل: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر: 3]. قالَ المُفَسِّرُونَ: “فِيهِ تَنْبِيهٌ على أَنَّ إِيْثَارِ التَّلَذُّذِ والتَّنَعُّمِ، وَمَا يُؤَدِّي إِلَيهِ طُولُ الأَمَل؛ لَيسَ مِنْ أَخْلَاقِ المُؤْمِنِيْنَ”