إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ في السّرِّ والعَلَانِيَةِ؛ فَالمُتَّقُونَ هُم الفَائِزُونَ في الآخِرَةِ (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يُوسُفَ: 57].
عِبَادَ الله: إِنَّهُ دَاءٌ عُضَالٌ وَمَرَضٌ مُزْمِنٌ، مَتَى تَمَكَّنَ مِنَ الْقَلْبِ فَسَدَ مِزَاجُهُ، وَاشْتَدَّ عِلَاجُهُ إِنَّهُ طُولُ الأَمَلِ، قالَ القُرْطُبِيُّ: “حَقِيقَةُ الْأَمَلِ: الْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا، وَالِانْكِبَابُ عَلَيْهَا، وَالْإِعْرَاضُ عَنِ الْآخِرَةِ”.
وأَصْلُ الأَمَلِ: طَبِيْعَةٌ جِبِلِّيَّةٌ، وَغَرِيْزَةٌ بَشَرِيَّةٌ، قال صلى الله عليه وسلم: “لاَ يَزَالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الأَمَلِ”(رواه البخاري). وفي روايةٍ: “يكْبُرُ ابْنُ آدَمَ، وَيَكْبُرُ مَعَهُ اثْنَانِ: حُبُّ المَالِ، وَطُولُ العُمُرِ”.