وقال عبدُاللهِ بنُ هشامٍ -رضي اللهُ عنه-: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "الآنَ يَا عُمَرُ"(رواه البخاريُّ).
قال الحسنُ البصريُّ: "لا تغْترَّ بقولِك: "المرءُ مع مَن أحبَّ" إنه من أَحَبَّ قومًا اتبعَ آثارَهم، ولن تلحقَ بالأبرارِ حتى تتبعَ آثارَهم، وتأخذَ بهديهم، وتقتديَ بسنتِهم، وتصبحَ وتمسيَ وأنت على منهاجِهم، حريصًا أن تكونَ منهم، وتسلكَ سبيلَهم، وتأخذَ طريقَهم، وإن كنتَ مقصِّرًا في العملِ؛ فإنَّ مِلَاكَ الأمرِ أنْ تكونَ على استقامةٍ، أما رأيتَ اليهودَ والنصارى وأهلَ الأهواءِ المُرْديةِ يحبونَ أنبياءَهم ليسوا معهم؛ لأنَّهم خالفوهم في القولِ والعملِ، وسلَكوا غيرَ طريقتِهم؛ فصارَ مأواهم النارَ؟ -نعوذُ باللهِ من النارِ-".