والآفة الثانية الحسد؛ فهو النار التي تأكل الحسناتِ، والخُلُق الحسن، وتجعلها رمادًا تذروه الرياحُ، وقد قال نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-: "إيَّاكم والحسدَ، فإنَّ الحسدَ يأكل الحسناتِ، كما تأكل النارُ الحطبَ"(رواه أبو داود).
والآفة الثالثة التكبر؛ لأنَّه يُورِث قساوةَ القلب، حتى يُصبح قلبًا أغلفَ، مفضيًا إلى الجبروت المقيت، وقد قال الباري -جل شأنه-: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)[غَافِرٍ: 35].
والآفة الثالثة الجحود؛ فإنَّه لا يَجحَد النعمةَ والمعروفَ إلا مَنْ خَلِيَ قلبُه من جميع موارد الخُلُق الحسن، كما قال قارون: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)[الْقَصَصِ: 78]، والله -جل وعلا- يقول: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)[النَّحْلِ: 53]، فما ظنُّكم بجاحدِ نعمةِ ربِّه، أَيُقِرُّ بمعروفِ مَنْ هو دُونَه؟!