أطيلوا السجود؛ ففيه تفريج الهمّ، وتنفيس الكرب وحصول انشراح الصدر، وثبوت الإيمان في القلب، فالمسلم عندما تتكالب عليه الدنيا بمشكلاتها ومعضلاتها، وتعترضه المحن وتحل به الابتلاءات يجد في العبادة والسجود عوناً على ذلك ومخرجاً منه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ)[الحجر:97-98].
جاءت ساعات السجود، والسجود هو انطراح للجبار، وتذلل للقهار، وتمريغ للأنف، وتعفير للوجه، وانطلاق من أسْر الدنيا، وهروب من قيود الطاغوت، وتجرد من أوسمة العظمة، وتخلٍّ عن رُتَب الفخامة، وألقاب الزعامة.
السجود همسٌ للأرض يسمعه مَن في السماء، فيجيب داعيًا، ويعطي سائلاً، ويغفر ذنبًا ويكشف كربًا؛ فاسجد لله واقترب.