مضى معظم رمضان وجاء أعظمه، جاءت العشر بأنوارها وخيراتها، جاءت لتقول للناس: ها أنتم هؤلاء تدعون لعبادة الله؛ فهل من مشمر؟ جاءت العشر وفيها ليلة خير من ألف شهر، فيا رب لك الحمد على نعمائك ولك الشكر على آلائك، عمل في ليلة يفوق عمل ثلاث وثمانين سنة؛ فلله الحمد رب السماوات والأرض رب العالمين.
جاءت العشر وفيها كان الرسول القدوة محمد -صلى الله عليه وسلم- يحيي ليله ويوقظ أهله، ويشد مئزره، ويجتهد في عبادة ربه.
جاءت العشر لتكون تاجًا للعاملين وغُرَّة في جبين العابدين، ولتكون فرصة للمقصرين، ومنحة للمذنبين، وإنما الأعمال بالخواتيم.
جاءت العشر بعد ما مضت العشرون، فماذا بقي من عنائكم وسهركم أيها العاملون العابدون؟، لقد مضى العناء وبقي الأجر والثناء، وماذا بقي من لذتكم وشهوتكم أيها العابثون؟، ذهبت لذاتها والإثم حل.