أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: تَذَكَّرْ دَائِمًا الْحِكْمَةَ الَّتِي خَلَقَنَا اللهُ مِنْ أَجْلِهَا وَهِيَ عِبَادَتُهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَتَذَكّرْ أَنَّ الدّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ وَلَيْسَتْ دَارَ مَقَرٍّ, وَأَنَّهَا مَزْرَعَةُ الْآخِرَةِ, قَالَ اللهُ -تَعَالَى- (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات:56], وَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)[آل عمران:185].
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهمَا- قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-, عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذتَ فِرَاشاً أَوْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: "يَا عُمَرُ! مَالِي وَلِلدُّنْيَا؟! وَمَا لِلدُّنْيَا وَلِي؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ, ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا"(رَوَاهُ ابْنُ حِبَانَ, وَقَالَ الْأَلْبَانِيُّ: حَسَنٌ صَحِيْحٌ).
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِنِا وِدُنْيَانَا وَأَهَالِينَا وَأَمْوَالِنَا، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنْ بَينِ أَيْدِينَا وَمِنْ خَلْفِنَا، وَعَنْ أَيْمَانِنَا وَعَنْ شِمَائِلِنَا وَمِنْ فَوْقِنَا، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنَا.