عباد الله: وعبادةُ القلبِ هي أَصْدَقُ العباداتِ وأزكاها، وليس للجوارح عبادةٌ دونَ عبادةِ القلب، فالقلبُ هو المخاطَبُ بالتكاليفِ الشرعيةِ أولاً، وسائرُ الأعضاءِ له تَبع، تَصْلُحُ بصلاحه، وتفسدُ بفساده، "ألاَ وَإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ وَهِيَ القَلْبُ"(متفقٌ عَلَيهِ).
فالهدايةُ هدايةُ القلبِ، والزيغُ زَيْغُهُ (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)[التغابن:11]، (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)[الصف:5]. والبصيرةُ بَصِيْرَةُ القَلْبِ، والعَمَى عَمَاهُ (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج:46].
والإثمُ إِثْمُ القلبِ، والتَّقْوى تَقْوَاهُ، وعَمَلُ القَلْبِ هو ما يُؤَاخَذُ بِهِ العَبْدُ ويُحَاسَبُ عليه (وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)[البقرة:225].
والقلبُ هو مَحَطُّ نَظَرِ الرحمنِ، يُرحَمُ العبدُ بصلاحِ قلبِه، ويُبْعَدُ بفساده، "إنَّ الله لا ينْظُرُ إِلى أجْسَامِكُمْ، ولا إِلى صُوَرِكمْ، وَلَكن ينْظُرُ إلى قُلُوبِكمْ وأعمالكم"(رواه مسلم).