فإن أعظم النفقات أجرا وأرفعها درجة, هو ما تقيم به ركن دينك، الذي بني عليه الإسلام، وهو ركن الزكاة التي فرضها الله -سبحانه- على عباده, هذا الركن القويم الذي شرعه الله -سبحانه تعالى- ليكون تطهيرا للفرد، وتنمية للمجتمع، وتحقيقا للتكافل الاجتماعي، وتدويلا للمال كي لا يكون حكرا على فئة دون فئة.
وأحكام الزكاة يجب على كل صاحب مال؛ من النقود, أو الأنعام, أو الذهب والفضة, أو عروض التجارة, أو غيرها من أموال الزكاة، يجب أن يتفقه فيها، ويعلم قدر النصاب، ووقت حولان الحول؛ ليؤدي قدر زكاته الذي فرضه الله.
وكثير من الناس يتهاون في بذل زكاة ماله، وهو بذلك يتعرض إلى وعيد خطير، قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها؛ إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ"