وإيمانه بأن تلك الصدقة مهما كانت يسيرة فإنها قد تكون هي حبل النجاة، وسبب الخلاص من العذاب, كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
وإيمانه بتقصيره في جنب الله، وكثرة ذنوبه وتراكم سيئاته، فيبذل المال ليتجنب السخط، ويحمي نفسه من عاقبة الذنب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّدقةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النَّارَ".
كل هذه الفضائل من يوقن بها فلا يمكنه أن يفرط في نيلها، والمسارعة إلى تحقيقها, فهذا سيد المؤمنين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه جابر -رضي الله عنه-: "ما سُئِلَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن شَيءٍ قَطُّ، فَقالَ: لَا", وهو يضرب لنا بذلك أروع الأمثلة في الكرم والجود والسخاء, و" جَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا؛ فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ!".