والجود يضاد الشح؛ فالكريم الجواد هو الذي اتقى شح نفسه وبخلها, قال ابن عباس: "كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ -هكذا كان حاله الدائم, ولكنه في رمضان يتضاعف جوده كما يقول ابن عباس:-، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ".
ففي رمضان، وبالعيش مع القرآن، تزكو النفس، وتتطهر من أدواء البخل والشح، فينعكس ذلك كرما على الخلق ونفعا لهم وبذلا، ويستطيع الإنسان بمجاهدة نفسه أن يصل إلى منزلة؛ (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الحشر: 9].