ومِن تعظيمِ اللهِ لأهل هذه الطاعة المتميزة ما دل عليه ما ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان؛ يدخل منه الصائمون، لا يدخل منه غيرهم"، وفي رواية: "فإذا دخلوا أغلق"، وفي رواية: "مَن دخل منه شرب، ومَن شرب لم يظمأ أبدًا" هذا نوع مِن الناس. ونوع آخر يصوم في الدنيا عما سوى الله، وهذا يكون حاله أنه يمتنع عن كل المحرمات، وعن كل ما نهى الله عنه؛ فيحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، ويذكر الموت والبِلَى، ويريد الآخرة، ويترك زينة الدنيا؛ فهذا في الحقيقة عيده وفطره يوم لقاء ربه.