قال الله -جل وعلا-: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)[المزمل: 20]، وقال سبحانه: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا)[آل عمران: 30]، وقال جل وعلا: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ )[الزلزلة: 7].
والمقصود -أيها الإخوة المؤمنون-: أنَّ هذه الفرحة التي تبلغ قلب المؤمن في لحظة فِطرِهِ، وكذلك عند لقاء ربه، ينبغي أن تكون مُستحضَرةً بين يَدَيِ المسلمِ الذي تلبَّس بهذه العبادة العظيمة؛ لأن المؤمن الذي يستشعر ذلك، ويستحضر دلالة هذا النص العظيم: "للصائم فرحتان يفرحهما: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه" يجعله مغتبطًا؛ فإذا رفع إلى فيه الطعام والشراب عند فطره من الصوم تذكَّر تلك الفرحة الكبرى عند لقائه لله -جل وعلا-.
بارك لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.