(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58]، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ) بالقرآن وبالإسلام وبطاعة الرحمن؛ هذا الذي يستحق الفرح به، هذا الذي تكون الفرحة به أعظم من أي شيء من أمور الدنيا؛ لأن الله قال: (فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)، هذا هو الحقيق بالفرح، هذا هو الذي تقوم إليه النفوس، وتشرئب الأعناق ليكون المؤمن من أهل ذلك، (خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) خير من الدنيا كلها بحذافيرها، ولذلك لفتَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأنظار إلى ما يكون من هذه اللذة والحلاوة التي يشعر بها الإنسان، وهذا يدل عليه ما ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار".