، وَقَوْلِهِ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "إنه سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هذه الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ؛ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كان"، وَفِي ذَلِكَ تَحْذِيرٌ لِدُعَاةِ الفِتْنَةِ وَالفُرْقَةِ، وَتَحْذِيرٌ لِـمَنْ سَارَ فِي رِكَابِهِمْ مِنَ التَّمَادِي فِي الغَيِّ الـمُعَرِّضِ لِعَذَابِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَعَ مَا وَرَدَ بِهَذِهِ النُّصُوصِ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الـمُطَهَّرَةِ مِنْ تَشْدِيدٍ وَنَهْيٍ وَوَعِيدٍ يُحْفَظُ بِهِ نِظَامُ الأُمَّةِ؛ لِتَكُونَ قَوِيَّةً مَرْهُوبَةَ الجَانِبِ، مُسْتَتَبَّةَ الأَمْنِ، مُسْتَقِيمَةَ الأَحْوَالِ، إِلَّا أَنَّ فِئَاتًا مُجْرِمَةً ضَلَّتْ طَرِيقَ الحَقِّ، وَاسْتَبْدَلَتْ بِهِ الأَهْوَاءِ، وَاتَّبَعَتْ خُطُواتِ الشَّيْطَانِ، أَقْدَمَتْ بِأَفْعَالِـهَا الإِرْهَابِيَّةِ الـمُخْتَلِفَةِ عَلَى اسْتِبَاحَةِ الدِّمَاءِ الـمَعْصُومَةِ، وَانْتِهَاكِ الحُرُمَاتِ الـمَعْلُومَةِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ؛ مُسْتَهْدِفَةً زَعْزَعَةِ الأَمْنِ، وَزَرْعِ الفِتَنِ وَالقَلَاقِلِ، وَالتَّقَوُّلِ فِي دِينِ اللهِ بِالجَهْلِ وَالهَوَى".