خامسًا: تلاوةُ القرآنِ بترتيلٍ وتدبرٍ؛ فهذا مما يَفْتحُ على العبدِ أبوابَ التأثُرِ والخشوعِ، ممَّا يكونُ سببًا في طهارةِ قلبِه وسكونِ جوارحِه، ونيلِ لذةِ الإيمانِ، والأُنسِ بمناجاةِ الواحدِ الدَّيان.
سادسًا: الإقبالُ على اللهِ بالقلبِ والجوارحِ، والإكثارُ من شُكْرهِ وتسبيحِه وتهليلِه وتعظيمِه؛ فهذا مما يزيدُ فَرَحَ القلبِ وسرورَ النَّفسِ، يقولُ مسلمُ بنُ يسارٍ: "مَا تَلَذَّذَ الْمُتَلَذِّذُونَ بِمِثْلِ الْخَلْوَةِ بِمُنَاجَاةِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-"، ويقولُ محمدُ بنُ يوسفٍ: "مَنْ أَرَادَ تَعْجِيلَ النِّعَمِ فَلْيُكْثِرْ مِنْ مُنَاجَاةِ الْخَلْوَة".
عبادَ اللهِ: ومن الكنوزِ العظيمةِ والمنحِ الجليلةِ والثمراتِ العاجلةِ في الخَلوةِ باللهِ ولذةِ مناجاتِه ما يلي:
الإخلاصُ للهِ -تعالى-، فأبعدُ النَّاسِ عن الرياءِ هم أهلُ الخلوةِ باللهِ -تعالى-، وما نالوا ذلكَ إلا لأنْهم قاموا بينَ يديْهِ -سبحانَه- محبةً وشوقًا وخشيةً وخوفًا ورجاءً, يقولُ ذُو النونِ: "مَنْ أَحَبَّ الْخَلْوَةَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِعَمُودِ الْإِخْلَاصِ, وَاسْتَمْسَكَ بِرُكْنٍ كَبِيرٍ مِنْ أَرْكَانِ الصِّدْقِ"(صفة الصفوة).