تسابَق المؤمنون للمكث ببيت المقدس، على مر العصور من العلماء والمجاهدين والعُبَّاد والصالحين، وتركوا وراءهم بصمات واضحة، من عقارات الوصف، وكُتُب العلم، والمدارس والتكايا والزوايا، ومَنْ صَعُبَ عليه أمرُه بعَث لبيت المقدس احتياجَه، قال عليه الصلاة والسلام للصحابي السائل: "أرأيتَ يا رسولَ اللهِ، إن لم أستطع أن أتحمَّل إليه؟ قال: فتُهدي له زيتًا يُسرَج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه"، وإهداء الزيت للأقصى هو جهد المقل، (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا)[الْأَحْقَافِ: 19]، (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)[الْمُطَفِّفِينَ: 26]، أما النص النبوي فهو إهداء الزيت، وأما مفهوم النص النبوي هو ما فعَلَه عمرُ بنُ الخطاب، حيث أسرَج بيتَ المقدس بالرجال الفاتحين، وكم أَسرَجت الأمةُ مُهَجًا للمسرى، وكم أَسرَج صلاحُ الدين رجالًا لبيت المقدس فمن كان فِكْرُه محجورًا فاعتَقَد أن القدس متعطشة للزيت فقد أخطأ الاجتهادَ.