مضت معجزة الإسراء والمعراج، مضت الحلقة الأولى من سلسلة حلقات الإسراء والمعراج، ورسَم -صلى الله عليه وسلم- للأمة الإسلامية واجبَهم نحوَ أرض الإسراء والمعراج، فأرضُ بيت المقدس ميدانُ الصراع الديني؛ لقد وجَّه اللهُ -سبحانه وتعالى- المسلمين في صلاتهم نحوَ بيت المقدس فغُرست العظمةُ في قلوبهم نحوَه، وبعد الهجرة النبويَّة الشريفة في العام الثامن بدأت أولُ حلقات الإعداد لبيت المقدس؛ فكانت معركةُ مؤتة، وفي العام التاسع كانت معركةُ تبوك، وفي العام الحادي عشر الهجري أعدَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لفتح الشام حملةَ أسامة بن زيد، وبعد انتقاله -صلى الله عليه وسلم- حمَل الراية نحوَ بيت المقدس أبو بكر الصديق، وسيَّر حملة أسامة للشام، وأكمَل عمرُ بنُ الخطاب المهمةَ، فكانت أجنادينُ واليرموكُ، ووصَل الفتحُ الإسلاميُّ إلى مشارف بيت المقدس، وتشاوَر الصحابةُ الفاتحون: هل نتوجَّه بالجيوش إلى سواحل الشام أم إلى القدس؟ فاستشاروا الخليفةَ عمرَ بنَ الخطاب، واستقرَّ الرأيُ للتوجه لبيت المقدس، ففرح المسلمون فرحًا شديدًا؛ حيث قلوبهم ووجدانهم متعلِّق ببيت المقدس، كتلك الصحابية التي اشتكت مرضًا، فقالت: "لَئِنْ شفَاني اللهُ لَأخرُجنَّ فلأصلينَّ في بيت المقدس"، فبرئت وعافاها اللهُ.