حبيبنا وقائدنا وقدوتنا، وشفيعنا محمدًا، عبدُ اللهِ ونبيُّه ورسولُه، القائل: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم مَنْ خالَفَهم، -وفي رواية: لا يضرهم مَنْ خذَلَهم-، إلا ما أصابَهَم من اللواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قيل: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس"، صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله، يا صاحب المسرى، ونصلي عليك نحن أهل بيت المقدس أيضًا، وعلى آلِكَ الطاهرينَ المبجَّلينَ، وصحابتك الغر الميامين المحجَّلين، ومن تبعكم وجاهد جهادكم إلى يوم الدين، فهنيئًا لكم، وطوبى لكم، يا أهل بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، يا أهل فلسطين، فأنتم الفئة المنصورة -بإذن الله عز وجل-، هذه إشارة من حبيبكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقولوا: الحمد لله.
وهناك بشارة أخرى، للأمة الإسلامية جمعاء، في العالَم كله، في كل زمان ومكان، بقوله -عليه الصلاة والسلام-، من حديث مطوَّل: "ليبلغن هذا الأمرُ ما بلَغ الليلُ والنهارُ"، نعم، إنها بشارة انتشار الإسلام واعتزازه وانتصاره -بإذن الله-.
أيها المسلمون، أيها المرابطون، أيتها المرابطات، وكلنا مرابطون: إن المسلمين جميع المسلمين عبرَ التاريخ المجيد، يستبشرون خيرًا بشهر رجب، والذي يُعرَف بشهر رجب الحرام؛ لأنه من ضمن الأشهر الحرم الأربعة، كما يعرف شهر رجب بشهر رجب الفرد.