وقد فاتني أن أذكر علامتينِ من العلامات التي ظهرت ولا زالت مُستمرةً؛ الأولى: زوالُ الجبالِ، فعن سُمرةَ بن جُندبٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تزولَ الجبالُ عن أماكنِها، وترَونَ الأمورَ العظامَ الَّتي لم تَكونوا ترَونَها"(صححه الألباني), والأمرُ الثاني: صِدقُ رؤيا المؤمن, فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا اقتربَ الزمانُ لم تكدْ رؤيا الرجلِ المسلمِ تكذبُ"(صححه الألباني).
وأما الأشراطُ والعلاماتُ التي لم تظهر بعدُ فهي كثيرةٌ؛ ولذلك فسأقسِمُها بين حلقتينِ، نذكرُ اليومَ جُزءاً منها، والباقي في حلقةٍ قادمةٍ بإذن الله -تعالى-.
أمَّا أول الأشراط والعلامات التي لم تظهر بعد: فهي المجاهرةُ بالفحش، فعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قالَ: قالَ الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يتسافَدوا في الطَّريقِ تسافُدَ الحميرِ", وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيدهِ لا تفنى هذه الأمَّةُ حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترِشُها في الطريقِ، فيكونُ خيارهم يومئذٍ من يقولُ: لو واريتها وراءَ هذا الحائطِ".