أيها المسلمون، يا أبناء ديار الإسراء والمعراج: وقد مدَح اللهُ -تعالى-
المحافظينَ على الأمانة، والراعينَ لعهودهم، فقال -جل شأنه-:
(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)[الْمُؤْمِنَونَ: 8]،
ومن الأمانات -أيها المسلمون- أن نحافظ على عباداتنا وطاعاتنا،
وعقاراتنا وأرضنا التي باركها الله -تعالى-، ففي هذه الأرض المباركة؛
أرض الإسراء والمعراج، التي كانت وما زالت محط أنظار المؤمنين
في هذا العالم، ومهوى أفئدة المسلمين فيه، إنها قبلتنا الأولى، وهي ديار
الإسراء والمعراج، وهي الأرض التي روَّى الصحابةُ الكرامُ، والشهداءُ
الأبرارُ ترابَها بدمائهم الطاهرة، نعم أيها المسلمون، إنها أرضكم، أرض
الإسراء والمسلمين، فحافِظوا عليها، ولا تُفرِّطوا في ذرة تراب منها، نعم
حافِظوا على عقاراتكم، ومحلاتكم التجارية، وكل ما في هذه المدينة المقدَّسة،
وفي أكنافها من عقارات وأرض تخصُّ المسلمينَ جميعًا.