وإذا وافَت العبدَ المنيةُ انقطع كل ما في الدنيا عن مرافقته، إلا صحيفة عمله؛
فإنها تدخل معه في قبره، ومعه إذا بُعث، وفي مواقف القيامة، وعلى الصراط،
وعند الميزان، وإذا قامت القيامة نُشرت صحائف الأعمال، وتطايرَت الكتب،
ونُصِبت الموازين، قال الله -تعالى-: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ
عَلَيْكَ حَسِيبًا)[الْإِسْرَاءِ: 13-14]، موقف عرض الصحائف، ذلك المشهد
الرهيب، يُثير الهلعَ، ويُورث الفزعَ، مشهد يجعل القلوب وجلة، والنفوس
مرهوبة، قال الله -تعالى-: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ
مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الْجَاثِيَةِ: 28-29]،