قال صلى الله عليه وسلم: "تُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ
إِلَى قَصْعَتِهَا"، صَدَقْتَ سيدي يا رسولَ اللهِ، فالمكر والخديعة من أعداء الأمة
لم يتوقف، فهذا صرح الإسلام الكبير، كان ولا يزال محط أنظار الماكرين،
منذ بزغ نور الإسلام، وفي كل حقبة زمنية، تتصارع قوى المكر للنَّيْل من
المسلمين وإضعافهم، بحملات تارة، وبجيش جرارة تارة، أو بخطط ماكرة
تارة أخرى، وما ذلك إلا للحقد الدفين، على الإسلام والمسلمين، وقد ذكَّرَنا
اللهُ بذلك: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ
لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ)[إِبْرَاهِيمَ: 46].