الأيامُ العشر أيامٌ كريمةٌ يعقُبُها من الله تكريم؛ (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا
بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)[الأعراف: 142],
(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)[الأعراف: 143]؛ قال ابن كثير -
رحمه الله-: "اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ التي أتمها الله لميقات
-موسى عليه السلام-؛ فَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الثَّلَاثِينَ هِيَ ذُو الْقَعْدَةِ، وَالْعَشَرُ
عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ", ثم قال: "فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ كَمَّلَ الْمِيقَاتَ لموسى يَوْمَ النَّحْرِ،
وَحَصَلَ فِيهِ تكليم الله له، وَفِيهِ أَكْمَلَ اللَّهُ الدِّينَ لِمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-؛
ففي يوم النحر يومِ الحج الأكبر أنزل الله على رسوله محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].