فيا أيها الناس: علينا جميعا الحذر من الاغترار, رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ: هَلْ يَضُرُّ مَعَهَا عَمَلٌ؛ كَمَا لا يَنْفَعُ مَعَ
تَرْكِهَا عَمَلٌ؟, فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: "عِشْ وَلا تَغْتَرَّ", قال ابنُ بَطّالٍ:
"نَهَى اللهُ عبادَه عنِ الاغترارِ بالحياةِ الدنيا وزُخرُفِها الفَانِي, وعنِ
الاغترارِ بالشيطانِ, وبيّنَ لنا -تعالى- عَدَاوتَه لَنَا؛ لئلا نَلتَفِتَ إلى
تَسْويلِه وتَزيِينِه لَنَا الشّهواتِ الْمُرْدِيَة, وحَذّرَنا -تعالى- طاعتَه,
وأخْبَر أنَّ أتْبَاعَه وحِزْبَه مِن أصحابِ السعيرِ... فَحَقٌّ على المؤمِنِ
العاقِلِ أنْ يَحْذَرَ ما حَذَّرَه مِنه رَبُّه -عَزّ وَجَلّ- ونَبِيُّه -صلى الله عليه وسلم-,
وأنْ يكونَ مُشْفِقًا خَائفًا وَجِلاً, وإنْ واقَعَ ذَنبًا أسْرَعَ النّدَمَ عليه والتوبَةَ منه,
وعَزَمَ ألاّ يَعودَ إليه, وإذا أتَى حَسَنَةً استَقَلّها واستَصْغَرَ عَمَلَه, ولم يُدِلَّ بها".