بنعمةِ اللهِ وفضلِه، كَمُلَ دينُ الإسلامِ؛ ليكونَ منهجاً شاملاً يصلحُ حياَة البشرِ في الدنيا،
ويقودُهم إلى النعيمِ في الآخرة, أتم اللهُ على عبادِه نعمةَ الإسلامِ؛ لتكون شرائعُه
مصدراً للنور، ومِشعلاً للهدى، ومنهجاً لتنمية الإنسانِ وإصلاحِه, وحفظِه في كلِّ الجوانب.
فكان من مقاصدِ شرائعِ الإسلامِ وغاياتِه الكبرى حفظُ الدينِ والنفسِ والعقل
والعرض والمالِ، أو ما يسمى بالضرورياتِ الخمس, تلك الضروريات تأسست
عليها كثيٌر من شرائعِ الإسلام وأحكامِه، فعلى سبيل المثال: الصلاةُ تحفظُ الدين
وتصلُ الإنسانَ بربه، والقتلُ مجرَّمٌ لأنه يزهقُ النفس، والقاذفُ يُجلَدُ لأنه يتعدى
على العرض، والعلمُ محمودٌ لأنه يحفظ العقلَ ويمنعُه من الجهل، والتبذيرُ مذمومٌ
لأنه يعودُ على المالِ بالضياع، وهكذا لو تأملتَ في كثيرٍ من شرائعِ الإسلامِ فستجدُ
تحقيقَ هذه المقاصد واضحاً بيناً فيها.