أيها المصلون، وكلكم أقصائيون، وكل من يصلي في الأقصى ويدافع عن الأقصى
فهو أقصوي: إن الله -عز وجل- قد ربَط الأسباب بالمسبِّبات؛ فهو -سبحانه وتعالى-
يعطي وعدًا على نفسه أن ينصر المؤمنين؛ لأن النصر من عنده وحده،
(وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ)[الْحَجِّ: 47]، ولكن متى يتحقَّق وعدُ اللهِ؟ والجواب:
أن يتصف المسلمون بتقوى الله؛ فالتقوى هي أول ركيزة، وهي أول عامل
من عوامل النصر، وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -
رضي الله عنه- في رسالته إلى الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -
رضي الله عنه-، الذي كان قائدًا للجيوش الإسلامية في العراق وفي
بلاد فارس، فيقول عمر في رسالته: "إلى سعد، فإني آمُرُكَ ومَنْ
معَكَ من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العُدَّة
على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب"، وصفة أخرى؛ هي الاتصاف
بالأخلاق الحسنة، والابتعاد عن المعاصي والآثام، وصفة ثالثة عدم
التعرض للمقدَّسات ولأماكن العبادة، وألَّا يقطعوا شجرة، ولا يهدموا
بيتًا، ولا يُعطِّلوا بئرًا، ولا يقتلوا امرأةً ولا طفلًا، نعم، لا يقتلوا امرأةً
ولا طفلًا، ولا راهبًا في صومعته، هذه هي تعاليم ديننا الإسلامي العظيم،
فأين نحن من اعتداءات الاحتلال خلال شهر
رمضان المبارك، وفي أيام عيد الفطر السعيد.