قال الفضيلُ بنُ عياضٍ: "المؤمنُ يَسْترُ وينصحُ، والفاجرُ يهتِكُ ويُعيِّر"
(جامع العلوم والحكم لابن رجب), وقال ابنُ القيِّمِ: "للعبدِ سِتْرٌ بينَه
وبينَ اللهِ، وسِتْرٌ بينَه وبينَ النَّاسِ، فمنَ هَتَكَ السِّتْرَ الذي بينَه وبينَ اللهِ؛
هَتكَ اللهُ السِّتْرَ الذي بينَه وبينَ النَّاسِ"(الفوائد).فما أجملَ السَّترَ، وما
أعظمَ بركتَه!؛ فهو جوهرٌ نفيسٌ، وعُملةٌ نادرةٌ، وطاعةٌ وقُربةٌ وإحسانٌ،
يُورثُ المحبةَ بين الناسِ، ويُثمرُ حَسْنَ الظَّنِّ، ويُطفئُ نارَ الفسادِ والإفسادِ،
وبه تقومُ الأخلاقُ، وتَحفَظُ الأُمَّةُ ترابُطَها وبُنيانَها، حضَّ عليه الإسلامُ
وكافأَ عليه, قال -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "ومَن ستَرَ مُسْلمًا؛ ستَرَه اللهُ
في الدُّنيا والآخِرَةِ"(رواه مسلم).