ولقد كان نبيُّنا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عظيمَ الحياءِ، عفيفَ اللِّسانِ، حريصًا على كَتْمِ المعايبِ
والزلاَّتِ، وكان يقولُ للناسِ: "ما بالُ أقوامٍ يقولونَ كذَا وكذَا"(رواه أبو داود، وصححه الألباني).
وروى البخاريُّ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ
فِي النَّجْوَى قَالَ: "يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ؛ فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا, فَيَقُولُ
نَعَمْ, وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا, فَيَقُولُ: نَعَمْ, فَيُقَرِّرُهُ, ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا،
فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ"(رواه البخاري).ولما أشارَ هزَّالُ بنُ يزيدٍ الأسلميِّ على ماعزِ بنِ مالكٍ
الأسلميِّ أَنْ يعترفَ بخطيئتِه عندَ رسولِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-, دعاهُ الرسولُ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-
وقالَ له: "يا هزَّالُ! لو سَتَرتَه بثَوْبِك؛ كانَ خيرًا لكَ ممَّا صنعتَ به"(رواه أبو داود, وصححه الألباني).