أخي الصائم: لا تنسَ شرفَ زمانك الذي تعيشه الآن، فاعمره بكل ما تستطيع من القربات،
فإن ضَعُفَتْ نفسُكَ فتدبَّرْ قولَه -تعالى-: (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)[الشَّرْحِ: 8]، وإن تكاسلتَ
فتأمَّلْ قولَه -تعالى-: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)[الْمُدَّثِّرِ: 7].نسأل الله أن يصلح لنا ما مضى وما بقي،
وأن يجعله شاهدًا لنا لا علينا، شاهدٌ للمؤمن بطاعته وعبادته، وقُربِه من ربه -عز وجل-،
وشاهدٌ على مَنْ قصَّر بتقصيره وتفريطه، وقُطبُ رحى سعادة المرء في الدنيا والآخرة أن
يشغَل نفسَه بالقبول لا بالأعمال، قال ابن رجب -رحمه الله-: "المعوَّل على القَبول لا على
الاجتهاد، والاعتبار بِبِرِّ القلوب لا بعمل الأبدان، رُبَّ قائم حظُّه من قيامه السهرُ، كم من قائم
محروم، وكم من نائم مرحوم؛ هذا نام وقلبُه ذاكر، وذاك قام وقلبه فاجِر، إن المقادير إذا ساعدَتْ
ألحقَتِ النائمَ بالقائم، لكنَّ العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات، والاجتهاد في الأعمال
الصالحات، وكلٌّ ميسَّر لِمَا خُلِقَ له" انتهى كلامه -رحمه الله-.