لِذَا فَقَدْ جَاءَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ شَامِلًا لِأُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)
[النَّحْلِ: 89]، وَقَالَ -تَعَالَى-: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)[الْأَنْعَامِ: 38]، وَقَالَ -سُبْحَانَهُ-:
(وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)[الْإِسْرَاءِ: 12].فَقَدْ حَوَى الْقُرْآنُ أُمُورَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَجَمَعَ بَيْنَ
الْمَادِّيِّ وَالْمَعْنَوِيِّ، فَفِيهِ تَجِدُ الْأُمُورَ الِاقْتِصَادِيَّةَ: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)[الْبَقَرَةِ: 275]،
وَتَجِدُ الشُّئُونَ الِاجْتِمَاعِيَّةَ: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)[الْبَقَرَةِ: 229]،
وَالْعَلَاقَاتِ الْخَارِجِيَّةَ: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا)[الْأَنْفَالِ: 61]، وَالْقَوَاعِدَ الْأَخْلَاقِيَّةَ:
(وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)[لُقْمَانَ: 19]، وَكَذَلِكَ الْأُمُورُ الْغَيْبِيَّةُ...