(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[الْبَقَرَةِ: 185].
هنيئًا يا بني الإسلام طُرًّا *** فقد وصَل المبارَكُ بالعطاءِ
فحيُّوا شهرَكُم بجميلِ صومٍ *** فكَمْ فَرِحَتْ قلوبٌ باللقاءِ
إخوةَ الإيمانِ: شهرُ رمضانَ نفحةٌ ربانيةٌ، ومنحةٌ إلهيةٌ، تُفْعِم
حياةَ المسلمين بِالذِّكر والقُرُبات، وفيه تلهَج الألسنُ بِعَاطِرِ التلاوات،
وتَبْهَج الأنفس بأنْدَاءِ الصيامِ وأنوارِ القيامِ، شرَعَه اللهُ -تعالى- ليجدِّدَ
المسلمُ شِيَمَه التعبديةَ المحمودةَ، ويعاود انبعاثتَه في الخير المعهودة،
فيَتَرَقَّى في درجات الإيمان، وينعَم بصفات أهل البِرِّ والإحسانِ، حيث
لم يَقِفِ الشارعُ الحكيمُ عند مظاهرِ الصومِ وصُوَرِهِ، من تحريم تناوُل
المباحات والطيبات فحَسْبُ، بل عَمِدَ إلى سُمُوِّ الروحِ ورقيِّ النفسِ و
حفظِها وتزكيةِ الجوارحِ، والصعودِ بها من الدَّرَكِ الماديِّ إلى آفاقِ السُّمُوِّ
والعلوِّ الإيمانيِّ؛ لذا اختصَّ الله -عز وجل- هذه العبادةَ له، دونَ سائر
العبادات، في الصحيحين: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي
وَأَنَا أَجْزِي به".