(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)[الزمر: 30]، ولكن موت العالم من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-
ليس كموت أي أحد، لماذا؟؛ لأن بين العلماء وبين محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- نسَبا
شريفا، قال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث الصحيح في سنن الترمذي:
"إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء".فالعالم من هذه الأمة هو وريث شرعي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وبما أنه وريث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا بد أن يكون لحياته ثمن لا يقدر، ولموته أثر
لا يجبر؛ ولذلك لما مات عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فاروق الأمة وعالمها، بكاه سعيد بن زيد -
رضي الله عنه- فقال له قائل: يا أبا الأعور ما يبكيك؟! فقال -واستمعوا ماذا قال؟-, ما يبكيك يا سعيد؟؛
فقال: "على الإسلام أبكي؛ إن موت عمر ثلم في الإسلام, ثلمة لا ترتق إلى يوم القيامة"، وقال أبو طلحة:
"فوالله ما من بيت من المسلمين, إلا وقد دخل عليهم في موت عمر -رضي الله عنه- نقص في دنيهم وفي دنياهم"