وَلَقِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ يَهُودُ المَدِيْنَةِ أَنْوَاعًا مِنَ الخِيَانَة؛ فَأَنْزَلَ اللهُ عليه قَوْلَه:
(وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
[المائدة: 13].وسُئِلَتْ عائِشَةُ -رضي الله عنها- عن خُلُقِ رَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؛
فَذَكَرَتْ مِنْ صِفَاتِه: أنه "لا يَجْزِي بالسيِّئةِ السيئة، ولَكِنْ يَعْفُو ويَصْفَح!"
(رواه الترمذي، وقال: حَسَنٌ صحيح).
وهذا أَبُوْ بَكْرٍ -رضي الله عنه- كَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ؛ لِحَاجَتِه، فَلَمَّا تَكَلَّمَ في ابْنَتِهِ
في حادِثَةِ الإفكِ، قالَ أبو بكرٍ: "وَاللَّهِ لا أُنْفِق عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا"؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى:
(وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[النور: 22]، فَقَالَ أَبُو بَكْر -
رضي الله عنه-: "وَاللَّه إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي"(رواه البخاري).