ومن ترك -عباد الله- خطرات السوء وخواطر الشر تجول في قلبه وتتردد في نفسه، ثم أخذ
يستجلبها وينمِّيها في قلبه تولَّد عنها شرٌ عظيم وفسادٌ كبير، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-:
"أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ".
أيها المؤمنون: وأنفع ما يكون للعبد في هذا الباب أن يحصر خواطر قلبه في أمور أربعة: خواطر
يستجلب بها منافع دنياه، وخواطر يستدفع بها مضار دنياه، وخواطر يستجلب بها منافع آخرته،
وخواطر يستدفع بها مضار آخرته، فإذا حصرها في هذا الباب أفلح وأنجح، وسعد في دنياه وأخراه.
أيها المؤمنون: وأعلى الخواطر وأنفع الفِكَر؛ ما كان لله -تبارك وتعالى- والدار الآخرة،