وقوله -عز وجل-: (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ)[محمد: 3]، فهذه الآيات -وغيرها ليس بالقليل- تبيّن حقيقة
مسار التاريخ، وأنه صراع بين الحق والباطل، وتصارع بين الخير والشر. ولا تخفى في هذا
المقام دلالة تسمية القرآن بـ(الفرقان).فالصراعَ بين الحق والباطل لم يُرفع بموت الرسل -
عليهم الصلاة والسلام-، بل هو سنةٌ ماضية باقية ما بقي على وجه الأرض طائفة على الحق
ظاهرة، فقال -تعالى- عن المشركين وأهل الكتاب الكفرة: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ
عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)[البقرة: 217]، وقال -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى
حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى)[البقرة: 120].