الباحث عن تزكية نفسه لا يفتر من الدعاء والالحاح على الله -عز وجل- بأن يؤتيه
زكاة نفسه، وأن يسلِّمه من ضد ذلك؛ ففي صحيح مسلم من دعاء نبينا -عليه الصلاة
والسلام-: “اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا“،
وكان من أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام “يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ“.
معاشر المؤمنين: والقرآن الكريم هو كتاب التزكية ومنبعها ومعِينها وموردها؛ فلا
زكاة تُنال إلا بقراءة القرآن، وحُسن تلاوته، وتمام تدبره، وعقل معانيه، والعمل بما
جاء فيه، قال الله -تبارك وتعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا
مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ)[آل عمران: 164]