فهي ليالي الجد وليالي إحياء الليل، ومعنى "أحيا ليله" أي أحياه كله بالقيام والتعبد
والطاعة، وقد كان قبل ذلك يقوم بعضه، وينام بعضه، كما أمره الله في سورة "المزمل".
وعبّرت عائشة عن القيام بالإحياء، دلالة على أن الأوقات التي لا تغتنم في طاعة الله
-تعالى- أوقات ميتة، وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- العملي في العشر "إيقاظ أهله":
أي زوجاته أمهات المؤمنين، ليشاركنه في اغتنام الخير والذكر والعبادة في هذه الأوقات
المباركة، وبهذا يعلمنا أن يتعهد المسلم أهله وأسرته بالتذكير بمواقع الخير، والأمر به،
كما قال -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)[طه:132].