النَّاسُ مَعَ رَمَضَانَ -قَبْلُ وَبَعْدُ- مَعَادِنُ؛ فَمَعْدِنٌ لَا يَتَأَثَّرُ بِتَغَيُّرِ الْأَمَاكِنِ وَالْأَزْمَانِ وَالْأَحْوَالِ كَمَعَادِنِ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ فَهُوَ سَلِيمُ السَّرِيرَةِ، حَسَنُ الْفِعَالِ، جَمِيلُ الْكَلَامِ، وَهُوَ كَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ،
وَهُوَ بَعْدَهُ أَكْثَرُ قُرْبًا مِنَ اللَّهِ لِإِدْرَاكِهِ أَنَّهُ يَدْنُو مِنْ أَجَلِهِ وَمُلَاقَاةِ رَبِّهِ، وَمَعَادِنُ دُونَ ذَلِكَ؛ فَهِيَ تَتَأَثَّرُ
بِالتَّغَيُّرَاتِ الزَّمَانِيَّةِ وَالْمَكَانِيَّةِ وَالْحَالِيَّةِ؛ لِذَا تَجِدُهُ يَذْبُلُ وَيَضْعُفُ وَيَتَقَهْقَرُ، وَهُوَ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَضْعَفُ
رَغْمَ دُنُوِّهِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَجَلِهِ وَقُرْبِهِ مِنْ رَحِيلِهِ إِلَى دَارِ آخِرَتِهِ؛
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً)[آلِ عِمْرَانَ: 8].