وأخرَج الترمذي وابن ماجه، والنسائي وأحمد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-
قالت: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما أقول فيها؟ قال: قولي:
اللهم إنكَ عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عني"، وهذا الهديُ النبويُّ الكريمُ، يدلُّ على اهتمامه
بطاعة ربه، ومبادَرَتِه الأوقات، واغتنامه الأزمنةَ الفاضلةَ، فينبغي للمسلم الاقتداء بالنبي -
صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه هو الأسوة والقدوة، والجِدِّ والاجتهادِ في عبادة الله، وألَّا يُضَيِّعَ
ساعاتِ هذه الأيام والليالي؛ فإنه لا يدري لعله لا يُدرِكُها مرةً أخرى، باختطاف هادم اللذات،
ومفرِّق الجماعات، والموتُ الذي هو نازلٌ بكل امرئ إذا جاء أجَلُه
وانتهى عُمرُه، فحينئذٍ يندَم حيث لا ينفع الندمُ.