هذه يا عباد الله نقطة في بحر آثار كتاب الله علينا؛ هو البحر في أحشائه الدر كامن. ولذا
فقد عرف سلفنا الصالح قدر هذا القرآن واستشعروا مكانته وعظيم فضله فكان لهم معه
شأن أي شأن!، فلا تسأل عن التزامهم بهدي القرآن، ووقوفهم عند الحلال والحرام،
والعمل بمُحْكَمه، والإيمان بمتشابهه، ومن قرأ في سِيَرهم وخَبر آثارهم عرف ذلك
جليًّا في حياتهم.وأما في رمضان فلهم في ذلك مواقف خالدة وصور مشرقة لأنهم
طهرت قلوبهم، وقد قال عثمان -رضي الله عنه-: "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم
من كلام ربكم"، أما حال المنافقين والكسالى فكما قال أوس بن عبدالله:
"نقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن".