أيها المؤمنون: رمضان فرصتكم لتغيروا ما بأنفسكم؛ فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم؛ فأنتم تجوعون في نهار رمضان؛ لتذكروا بجوعكم جوع يوم القيامة، وأنتم تعطشون
في أيام رمضان لتذكروا بعطشكم عطشَ يوم القيامة، فلا يقابلنَّ أحدُكم ربَّه يوم القيامة بصيام
لا يُسمِن ولا يُغني من عطش وجوع؛ فإن الصيام لا يتم بترك المباحات من الطعام والشراب
ومعاشَرة الزوجات حتى يترك المسلمُ المحرماتِ؛ كالربا وأخذ المال الحرام، وشتم المسلمين،
ومقاتلتهم، فالجوع والعطش لا يكفيان في رمضان كي يتقبل الله صيامكم حتى تصوم جوارحكم
عن المعاصي والمنكرات، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزور والعملَ
به والجهلَ فليس لله حاجةٌ أن يدع طعامَه وشرابَه"، فاحذروا يا عباد الله؛ فرُبَّ صائمٍ ليس له
من صيامه إلا الجوعُ والعطشُ؛ فتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وأَرُوا اللهَ من أنفسكم خيرًا، فتنافَسُوا
في فعل الصالحات، وفِرُّوا من المعاصي المهلِكات.