المُسابقةُ إلى الخيرات خُلُقٌ عظيمٌ، ومسلَكٌ كريمٌ لا يتَّصِفُ به إلا الجادُّون المُشمِّرون،
والمُسارعةُ إلى أعمالِ البِرِّ طبعٌ لا يتخلَّقُ به ولا يُهدَى إليه إلا مَن وهَبَه الله علُوَّ همَّة،
وقُوَّةَ عزيمَة، مع سلامةِ قلبٍ، ورَجاحَةِ عقلٍ، وانشِراحِ صَدرٍ.
أيها الإخوة:
المُسارعةُ والمُنافسةُ إقدامٌ، ومُبادرةٌ، وسَبقٌ، وخِفَّةٌ، وجِدٌّ، ورَغبةٌ،
ومَن بادَرَ في طلبِ شيءٍ سَهُلَ عليه تحصِيلُه.
المُسارعةُ والتنافُسُ مُجاهدةُ النَّفس للتشبُّه بالأفاضِل، واللُّحُوق بالأخيار،
مِن غير إدخالِ ضررٍ على أحدٍ، أو النَّيلِ مِن حقِّ أحدٍ.
واعلَمُوا - رحِمَكم الله - أن الأمرَ بالاستِباقِ إلى الخيراتِ قَدرٌ زائِدٌ على الأمرِ
بفعلِ الخيرات؛ فإن الاستِباقَ إلى الخَيراتِ يستَدعِي فِعلَها وتكمِيلَها على أكملِ الهيئاتِ
والأحوالِ، مع المُبادرةِ في ذلك والمُسارَعة.